ابن شاهين

مفسر الأحلام خليل ابن شاهين وهو غرس الدين بن شاهين الشيخي الظاهري، والظاهري نسبة إلى الظاهر برقوق، سلطان مصر في ذلك الوقت، وكان رحمه الله أحد أمراء المماليك، وكان له شهرة بمصر، أيضا كان عالما محبا للبحث، ومكثر من تصنيف الكتب ونظم المتون.

مفسر الأحلام خليل ابن شاهين

ولد ابن شاهين في شهر شعبان من عام 813هـ/1410م في بيت المقدس، في حارة تدعى الحارة الخاتونية، سافر مع أبيه إلى القاهرة وهو في الخامسة عشرة من عمره، كان أبوه وهو في خدمة الأمير ازبك الدوادر، وحينما توفى أبوه ظل كذلك، ثم أصبح مملوكا للأشرف برسباي.

حفظ القرآن وهو بالقاهرة، وطلب فيها العلم، وصنف الكتب، من أشهر مشايخه الذين تلقى على أيديهم العلم، العلامة ابن حجر العسقلاني، صاحب كتاب “فتح الباري شرح صحيح البخاري”.

تولى العلامة ابن شاهين العديد من المناصب أثناء حياته، من هذه المناصب ما هو في مصر ومنها ما في الشام، فقد عين ناظرا للإسكندرية وفي عام 837 هـ تولى نيابتها، وذهب أميرا للحجاج المصريين عام 840 هـ، كما أنه تولى نيابة الكرك، أقرأ تفسير ابن شاهين لرؤية التمر في المنام

مؤلفاته

كان، رحمة الله عليه، من المكثرين في التصنيف، فقد صنف ما يقرب من ثلاثين مصنفا، من أشهرها: “الإشارات إلى علم العبارات” وهو في علم تعبير الرؤى، و “المواهب في اختلاف المذاهب”، و”زبدة كشف الممالك وبيان الطرق والمسالك”، كما أن له دواوين في الشعر.

فيما يخص كتاب “الإشارات في علم العبارات” فقد عمد، غفر الله له، إلى تقسيمه إلى ثمانين بابا، كان مراده من تأليف هذا الكتاب، هو تجميعه لأسس علم التأويل وتعبير الرؤى.

وأن يكون لهذا العلم أصل في الشريعة الغراء، كما ذكر أنه اعتمد في جمعه هذا على كتب من سبقوه من العلماء الذين سبقوه في ذلك العلم كابن سيرين والإمام جعفر الصادق، وتقي الدين المقدسي، وغيرهم الكثير من أولي الفضل والعلم.

كان منهجه في تأليف الكتاب المشار إليه في الفقرة السابقة، أن الرؤى الصحيحة التي اتفق عليها جل العلماء ووافقهم هو أيضا على ذلك أن يبن فيها قولا واحدا؛ لأنها عنده كفلق الصباح، والرؤى المختلف فيها بين العلماء، فيقوم بذكر تفسير أو تعبير كل عالم على حدة، ثم يأتي هو بتأويله.

وفاته

توفي العلامة الكبير ابن شاهين، في طرابلس سنة 873هـ/1468م وبها دفن، وكان عمره لا يتجاوز الستين.

زر الذهاب إلى الأعلى