الشهاب ابن نعمة

ابن نعمة، أو الشهاب ابن نعمة، هو أبو العباس شهاب الدين أحمد بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة بن سلطان بن سرور، ومعروف أيضا بالمقدسي النابلسي الحنبلي، والشهاب هو الاسم الأشهر له عند العلماء.

الشهاب ابن نعمة

ولد العلامة الشهاب ابن نعمة في ليلة الثلاثاء، يوم الثالث عشر من شهر شعبان سنة 628هـ /1231م بمدينة نابلس، والتي إليها ينسب، وكان رحمه الله من العارفين بالله، وكان وقورا، محبا للخير، وكان من الأئمة الفضلاء، صاحب ورد وصلاة، تولى مشيخة دار الحديث الأشرفية، وقرأ عليه العديد من الحفاظ.

شيوخه

وقد طلب الإمام ابن نعمة العلم على يد كثير من العلماء في مختلف الأمصار، فبدأ تلقي العلم على يد عمه التقي يوسف، ثم أخذ عن شيخه محيي الدين بن الجوزي، وذهب إلى مصر وسمع من بعض العلماء الثقاة ثم ذهب إلى الإسكندرية وأخذ عن السَّبط.

تلامذته

أثناء وجوده بمصر، روى عنه العديد من المحدثين، وكذلك عندما عاد إلى لدمشق، روى عنه جمع كبير من المحدثين، وقد ذكر الإمام الذهبي، صاحب سير أعلام النبلاء، أنه سمع أجزاء منه.

مناقبه

ومن مناقب الإمام ابن نعمة رحمه الله أنه قد ذكر عنه أنه جاء إليه رجل، فقال له: رأيت نفسي وكأنني قد أصبحت أترُجَّة (نوع من الفاكهة تشبه البرتقال)، فعد ابن نعمة حروف الكلمة على يده (أ ت ر ج هـ)، وقال له أنك ستموت بعد خمسة أيام.

وجاء إليه رجل آخر وقال: رأيت في المنام وكأني أشرب الهكاري، فمكث ساعة ثم قال له، هل قلبك يؤلمك؟ فأجابه الرجل نعم، فرد عليه بأن اشرب عسلاً وستبرأ، وحينما سأل عن ذلك، فقال بأنه لا يوجد شراب هكاري، ولكن لو رجعت للحروف لوجدتها (شراب الهك أري)، والأري هو العسل.

ويروي القاضي ابن غانم أنه كان ذات يوم عند الشهاب ابن نعمة، وقدم عليه اثنان: فقص عليه الأول رؤيا، فقال له الشهاب: إنك لم تر شيئا ولم ترد إلا الامتحان.

فأقرا الرجلان بذلك، وحينما خرجا، سأله الجلوس: كيف عرفت ذلك؟ قال حينما تكلم، لاحظت في ثياب أحدهما نقطة من الدم، فتذكرت قوله تعالى وجاؤا على قميصه بدم كذب.

كذلك روي عنه أن رجلا جاء إليه، وقال: شاهدت في المنام وكأن شجرة يقطين قد أنبتت في بيتي، فسأله: هل لك جارية غير زوجتك؟ فجاب بنعم، فطلب منه أن يبيعها إليه، فقال الرجل إنها (أي الجارية) ملك زوجتي، فطلب الشهاب من الرجل أن يخبر زوجته بأن تبيعها إليه (أي للشيخ شهاب).

فأخبرها فرفضت، فعاد إلى الشيخ، فقال له أبلغها أني سأشتريها بمئتي درهم، فرفضت كذلك، وألح عليها الطلب فرفضت وقالت لن تبيع.

وهنا قال له الشهاب، أم الآن فحان تفسير رؤياك، اذهب إلى الجارية وانتزع عنها ملابسها، ففعل الرجل، ووجده عبداً وليس جارية، فعاد إلى الشهاب وقال له بأنه كان رجلا وأن زوجته كانت تكتمه الأمر وتلبسه ملابس النساء.

ومن أعجب التفسيرات التي وردت عن ابن نعمة، أن رجلاً قدم إليه، وقال له بأنه رأى نفسه في المنام وهو واضع رجليه فوق رأسه، فخيره الشيخ، هل تريد أن أفسر لك الرؤية أمام الناس أم بيني وبينك.

فطلب الرجل أن يفسرها له على الملأ، فقال له: “لقد شربت الخمر من ليالٍ مضت فذهب عقلك، ووقعت على أمك (أي وطئها)”، فذهب الرجل مستحياً.

أهم مؤلفاته

من أهم الكتب التي ألفها الشيخ شهاب، كتابا وضعه في قواعد تفسير الأحلام، اسمه “البدر المنير في علم التعبير”، وهذا الكتاب مقسم إلى 15 بابا، ومصنف طبقا لنوع الحلم أو الرؤيا.

وفاته

توفى العلامة الشهاب ابن نعمة رحمه في دمشق عام 697هـ الموافق 1298م، وذُكر أن جنازته كانت كبيرة، وقد شيعه نائب السلطنة والقضاة وعدد غفير من الناس.

زر الذهاب إلى الأعلى