عبد الغني النابلسي

سوف نوضح في السطور التالية بمشيئة الله تعالى ترجمة لأحد المفسرين وهو عبد الغني النابلسي، فمن يكون هذا المفسر؟ وما هو نسبه وكيف نشأ وكيف كانت حياته؟ وما هي أهم مؤلفاته؟ كل ذلك وأكثر سوف نتعرف عليه في السطور التالية.

من هو مفسر الاحلام عبد الغني النابلسي؟

اسمه عبد الغني بن إسماعيل بن عبد الغني النابلسي، وعرف بالنابلسي نسبة إلى مدينة نابلس في دمشق، حيث ولد ونشأ في مدينة دمشق ودرس الفقه والتصوف، وقيل إنه ولد في شهر ذي الحجة عام 1050هـ / 1641م.

وقيل قد ختم حفظ القرآن الكريم كاملاً وهو عمره خمس سنوات، وعندما بلغ سنه عشر سنوات كان قد حفظ الكثير من المقدمات والمنظومات كألفية ابن مالك في النحو، والكنز في الفقه وغيرها، كما كان يدرس الفقه في الجامع الأموي في دمشق، أقرأ أيضاً ترجمة الإمام محمد ابن سيرين

ما هو نسبه؟

أما عن نسب الشيخ عبد الغني النابلسي فهناك أقوال ترى أن نسبه يرجع إلى الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ولكن هذا النسب غير مؤكد تماماً، والصحيح أن كانت له عائلة وذرية مشهورة في طلب العلم وفي الفقه وكافة العلوم الشرعية.

كما أن أجداد عبد الغني النابلسي قد انتشروا واشتهروا في دمشق بالعلم والصلاح أثناء خلافة الدولة العثمانية، كما أن والده إسماعيل قد عين مدرساً وناظراً على وقف الجامع الذي بناه الوالي العثماني في دمشق درويش باشا.

وكان والده شافعي المذهب ثم تحول بعد ذلك إلى المذهب الحنفي بعد أن زار مدينة اسطتبول في تركيا، أقرأ أيضاً ترجمة الإمام الشهاب ابن نعمة

عمله ووظيفته

قيل عندما بلغ الشيخ عبد الغني النابلسي عامه العشرين كان يعمل مدرساً في الجامع الأموي في دمشق، وكان منزله قريباً من هذا الجامع في منطقة تسمى بحي العنبرانيين.

وعندما بلغ عامه الخامس والعشرين كان قد سافر إلى مدينة أدرنة في تركيا ثم عمل قاضياً بعدها في مدينة دمشق، ثم بعدها تفرغ للتدريس والتأليف.

تفسير الاحلام للنابلسي

قيل أن مؤلفات مفسر الاحلام عبد الغني النابلسي بلغت أكثر من 300 كتاب ورسالة، كتب فيها في شروح ودوواوين الشعر، وكتب عن الفقه، والحديث، والتصوف، وتفسير القرآن، وتفسير الاحلام، لكنه خالف آراء الفقهاء الذين أفتوا بتحريم الحب والنظر الحلال.

وكل ما له علاقة بالتصوف والصوفية، وكان دفاعه واضحاً عن الطرق الصوفية ومنتسبيها، ومن أشهر مؤلفات عبد الغني النابلسي ما يلي:

تعطير الأنام في تعبير المنام وهو كتاب خاص بتفسير الاحلام، وأيضاً كتاب التعبير في تفسير الاحلام، وكتاب أسرار الشريعة، وكتاب منظومة

أسماء الله الحسنى، وكتاب الوجود الحق والخطاب الصدق، وكتاب إيضاح الدلالات في سماع الآلات وفي هذا الكتاب يقول بأن سماع الموسيقى حلال.

وكذلك كتاب ذخائر المواريث في الدلالة على مواضع الأحاديث، وكتاب علم الفلاحة، وكتاب نفحات الأزهار على نسمات الأسحار، وغيرها من الكتب.

أزمته واعتزاله الناس

عندما وصل النابلسي إلى سن الأربعين اشتد تعصب الشيخ عبد الغني النابلسي بالتصوف والصوفية وتبنى آراء ابن عربي الصوفية ودافع عنها، ودخل في نزاع

وصراعات مع فقاء عصره وعلماء السنة وهم على مذهب أهل السنة والجماعة، قام الناس برميه بالحجارة وأصيب بعدها بأزمة نفسية شديدة.

اعتزل فيها الناس وظل في بيته لمدة سبع سنوات لا يخرج من بيته إلا للضرورة فقط، ولكن كان يستقبل تلاميذه لتدريسهم في بيته ولم يعتزل الكتابة والتأليف، ولكن في هذه الفترة أصيب بمرض الماليخوليا وكان هذا المرض سبباً في طلاق زوجته.

أشهر تلاميذ النابلسي

كان للشيخ عبد الغني النابلسي الكثير من التلاميذ ومن أشهرهم، المرعشي وهو محمد ابن أبي بكر المرعشي وهو المعروف بالساجقلي زاده.

كان على مذهب الحنفية، وذهب إلى دمشق وأخذ علمه عن الشيخ عبد الغني النابلسي وتصوف على يديه ثم عاد إلى مرعش وهي مدينته المنسوبة إليه.

وكتب أثر من 30 كتاب ورسالة في العلوم والفقه والحديث والتصوف وغيرها، أيضاً من تلاميذ الشيخ عبد الغني النابلسي الشيخ عبد الرحمن بن ابراهيم بن احمد الدمشقي، وكان حنفي المذهب واشتهر باسم ابن عبد الرزاق.

وأخذ علمه عن الشيخ النابلسي وأبي المواهب الحنبلي ومحمد الكاملي، وتولى الخطابة في جامع السنانية بدمشق، وله الكثير من المؤلفات في الفقه والحديث والشعر.

وفاة الشيخ عبد الغني النابلسي

مر الشيخ النابلسي بالكثير من الرحلات سواء في طلب العلم أو التجارة، فسافر إلى لبنان ومصر والشام والحجاز وتركيا والعراق، وبعد العديد من هذه الرحلات استقر في بيت له في مدينة دمشق>

وبالقرب من الجامع الأموي، وكانت وفاته في عام 1143هـ / 1731م، غفر الله له وتجاوز عنه فإن الله واسع الرحمة والمغفرة.

زر الذهاب إلى الأعلى