أقوال الرسول في الرؤى والأحلام
أما عن أقوال الرسول في الرؤى والأحلام، فقد ورد العديد من الأحاديث الشريفة الصحيحة ما ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس.
ولكن علينا ان نفهم أولاً أن مفهوم كلمة الرؤيا والحلم وحديث النفس في معناها شيء واحد فقط وهو كل ما يراه الإنسان في نومه دون اليقظة، ولكنها تختلف اختلاف كلي في المضمون، ومن أقوال الرسول في الرؤى والأحلام ما يلي:
ما هي أقوال الرسول في الرؤى والأحلام
سوف نوضح في السطور التالية أقوال الرسول صلى الله عليه وسلم في الرؤى والأحلام وهو ما ورد في الأحاديث الصحيحة:
ما الفرق بين الرؤية والحلم؟
روى الإمام البخاري في صحيحه من كتاب التعبير عن أبي قتادة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: “الرؤيا الصادقة من الله، والحلم من الشيطان”.
كذلك إذا رأى الإنسان ما يكره في منامه فعليه أن يبصق ثلاث مرات على شماله حتى لا تضره أو يتحقق ما رأى، وهو ما أوصانا به رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث أبي قتادة عن النبي أنه قال: “الرؤيا الصالحة من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم فليتعوذ منه، وليبصق عن شماله، فإنها لا تضره”.
هل الرؤيا جزء من النبوة؟
كذلك من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام ما روي عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال، “رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة”.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه أن رسول الله صل الله عليه وسلم قال: “الرؤيا الصالحة جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة”.
هل ذكرت الرؤيا في القرآن الكريم؟
ورد ذكر الرؤيا في مواطن عديدة من القرآن الكريم منها ما ورد في سورة يوسف، وقد وردت كلمة الرؤيا بلفظ صريح في سورة الإسراء في قوله تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنةً”.
أيضاً من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام ما روي عن عبادة ابن الصامت انه سأل الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى، لهم البشرى في الحياة الدنيا وفي الآخرة، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: تلك الرؤية الصالحة يراها الرجل أو ترى له.
ما هي أنواع الرؤية؟
أيضاً من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام الإمام البخاري في صحيحه من حديث محمد ابن سيرين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: الرؤيا ثلاث: حديث النفس، وتخويف الشيطان، وبشرى من الله.
لذلك فإن الرؤيا الصالحة التي يشعر الانسان بفرح وسعادة وأطمئنان هي رؤيا من الله، أما الرؤيا التي يشعر الانسان فيها بخوف وقلق ورعب أثناء نومه هي حلم من الشيطان، وأما حديث النفس فرؤيا يحدث الإنسان بها نفسه أثناء اليقظة ثم يراها في المنام.
ما حكم من يكذب في الرؤيا؟
هناك الكثير من الناس من يتصنع في الرؤيا أو يحكي رؤيا كاذبة لم يراها في المنام أو يكذب في جزء منها، ويصدق في جزء آخر، وهو لا يعلم عاقبة الكذب في الرؤيا عند الله سبحانه وتعالى.
وقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: من كذب في الرؤيا متعمداً، كُلِفَ عقد شعيرة يوم القيامة، وجاء في رواية أخرى من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام أنه قال: من كذب في الرؤيا متعمداً فليتبوأ مقعده من النار، يمكنك الاطلاع على سيرة الإمام محمد ابن سيرين
أهمية علم التعبير
لا شك أن علم التعبير في الشريعة الإسلامية له أهميته البالغة، حيث ذكر ذلك في مواطن متعددة من القرآن الكريم لاسيما في سورة يوسف، كذلك ما روي من الأحاديث النبوية الشريفة وأخبار الصحابة رضوان الله عليهم والتابعين.
يدل على اهتمامهم بهذا العلم، وعنايتهم بأحكامه وما يتضمنه من الحكم والأحكام والمعاني، أيضاً من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام ما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما، من حديث سمرة بن جندب: “كان رسول الله يقول لأصحابه: هل رأى أحد منكم رؤيا؟
كذلك من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام ما في لفظ الإمام مسلم رضي الله عنه قال: “كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل على أصحابه بوجهه فقال.
هل رأى أحد منكم البارحة رؤيا؟”، وهذه الأخبار وغيرها الكثير تدل على أهمية هذا العلم، لاسيما سؤال النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه في كل صباح.
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: “وفي هذه الأحاديث الاهتمام بأمر الرؤيا بالسؤال عنها، وفضل تعبيرها، واستحباب ذلك بعد صلاة الصبح، لأنه الوقت الذي يكون فيه البال مجتمعاً”.
وقال الإمام ابن عبر البر رحمه الله كتاب التمهيد لشرح صحيح مسلم: “والنبي يحرص على تعليم أصحابه، رضوان الله عليهم أحكام الرؤيا.
ما الفرق بين الرؤية والحلم وحديث النفس؟
كذلك من أقوال الرسول في الرؤى والأحلام أنه روي عنه صلى الله عليه وسلم يوضح لنا الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس فقال، الرؤيا ثلاثة: رؤيا صالحة بشرى من الله، ورؤيا مما يحدث المرء نفسه، ورؤيا تحزين من الشيطان،
وفيما يلي نوضح بالشرح والتفصيل الفرق بين الرؤيا والحلم وحديث النفس.
ما هي الرؤي؟
الرؤيا تكون من الله سبحانه وتعالى وفي الغالب تكون قبل الفجر أو بعده بقليل، لأن هذا الوقت هو وقت انتشار الملائكة، كذلك في الثلث الأخير من الليل هو الوقت الذي يتنزل فيه الله سبحانه وتعالى على أهل الأرض ويقول هل من مستغفر فأغفر له، هل من سائل فأعطيه، هل من داعٍ فأستجيب له.
الرؤيا دائماً ما تأتي للإنسان الطاهر الذي نام على وضوء أو بعد أن صلى قيام الليل، أو قرأ القرآن، كذلك الرؤيا تسبب فرح وسعادة لصاحبها، فحينما يستيقظ من نومه يشعر براحة وهدوء وأطمئنان.
أيضاً الرؤيا تكون أحداثها قليلة وواضحة ومفهومة ويتذكرها الإنسان كاملة ولا ينسى شيء منها كأن يرى الرسول صلى الله عليه وسلم يكلمه، أو يصافحه، أو يقبله، أو غير ذلك.
الرؤيا تأتي للإنسان الصالح المؤمن التقي الذي يخاف الله، ويكون مداوماً على الطاعة والعبادة كذلك الرؤيا تأتي للمرأة الصالحة، أو الفتاة الصالحة، فلا تأتي لكافر، أو ملحد، أو فاسقاً، أو فاجراً.
الرؤيا تكون بشارة لصاحبها إن كان مهموماً أو في هم وضيق، أو تكون نذير له إذا فعل ذنباً أو معصية.
ما هو الحلم؟
ليس هناك وقت محدد للحلم في المنام فقد يأتي في الليل أو في النهار، وقيل إن الحلم يكون في أول الليل لأنه وقت انتشار الشياطين دائماً ما تكون أحداث الحلم كثيرة جداً ومتداخلة في بعضها ومتشعبة.
وليست أحداث ثابتة وواضحة ومفهومة، دائماً ما يسبب الحلم لصاحبه خوف ورعب وقلق أثناء نومه، كأن يرى الثعابين أو الأفاعي أو العقارب، أو يرى القبور، أو يمشي في الظلام، أو تجري ورائه حيوانات متوحشة.
إذا رأى الإنسان الحلم يستيقظ وهو مفزوع من نومه وخائفاً، وأحيانا لا يتذكر من الحلم إلا أحداث قليلة جداً.
ما هو حديث النفس؟
أما بالنسبة لحدث النفس في المنام فهي أشياء يراها الإنسان في نومه وليس لها تفسير أو تأويل، وهذه الأحلام المرتبطة بحديث النفس تأتي بسبب تفكير صاحبها بشي ما قبل نومه أو في نهاره.
فمثلاً يكون تفكيره مشغولاً بسفر، أو وظيفة، أو خطبة، أو زواج، أو تجارة، أو شراء شيء يتمناه، فيرى ما كان يفكر فيه من هذه الأشياء في منامه، وهذه كلها من أضغاث الأحلام ليس لها تفسير.
والفرق بين حديث النفس والحلم أن الإنسان لا يشعر فيها بخوف، أو قلق ورعب أثناء نومه أو عند استيقاظه من النوم، ومثل ذلك أن يرى الشاب الفتاة التي يحبها، أو ترى المرأة أو الفتاة الشاب الذي تحبه وتتمنى الارتباط به.
والحاصل من رؤيا حديث النفس أنها ليست صادقة فيكون فيها تبشير أو تحذير، وكذلك ليست من مكر الشيطان، ووسواسه فتسبب لصاحبها خوف وحزن وضيق، كذلك رؤيا حديث النفس تأتي لكل الناس سواء كان مسلم، أو كافر، أو ملحد، أو فاسق، أو فاجر.